من طرف باسل الأربعاء يوليو 14, 2010 7:49 pm
سيادته عايز إيه بالضبط؟ "1"
مما لا شك فيه أن التعليم الصحيح هو ركيزة كل أمة لأنه الاستثمار الأمثل و المضمون لطاقات أي شعب و لبناء مجده و مستقبله و هذا أمر سجله التاريخ منذ كنا منارة علم في الأندلس فتبعنا العالم كله إلى هناك, ثم أهملنا التعليم , و انشغل الحكام بالحفاظ على مقاعدهم ,و ضمان سلطتهم و سطوتهم, و انتشوا بغرور القوة و السلطان
,فطغوا و تجبروا , و قادتهم سياستهم الطاغية تلك إلى ضياع الأندلس , و الأمة العربية كلها من بعدها ....
و لأن التعليم هو أخطر سلاح لكل مة , فالأمم التي تسعى للتقدم وحدها , تسعى لإصلاح نظم التعليم لديها , و الدول التي تطورت و صارت على مقدمة ركب الحضارة , هي تلك الدول التي أولت التعليم اهتماما كبيرا , يساوى أو يفوق أحيانا اهتمامها بالأمن و التسليح و فرد العضلات ....
و التعليم فاسد في بلدنا لدرجة تزكم الأنوف , أدت إلى أن الشارع يكتظ بحملة شهادات , و أحيانا ماجستير و دكتوراه , و يجلسون على الأرصفة بدون عمل لأنهم في الواقع و بغض النظر عن السياسات الاقتصادية للنظام الحالي و التي تخزق عين الأعمى من فشلها ,ليسوا بالكفاءة المطلوبة في سوق العمل في عصر الانفتاح ....
و أسباب هذا كثيرة و متعددة أولها أن حركة يوليو 1952 م ,عندما أرادت أن تغازل الشعب و أن تكسبه لصفها,حتى يمكنها أن تطلق على انقلابها اسم الثورة , أصدرت عدة قرارات هوجاء و متعجلة و غير مدروسة ,من أخطرها إتاحة التعليم المجاني للجميع ,من الحضانة إلى الجامعة ,دون أن تكون لديها - كما اعتادت – خطة واضحة لتنفيذ ذلك القرار , و دون دراسة علمية أو عملية , عما يمكن أن يسفر عنه هذا .........
و في النهاية, تكدست المدارس , و انخفض مستوى التعليم , و انعكس انخفاض مستواه على مستوى الطلاب , ثم على المناهج الحكومية , التي كان واضعوها ممن يرضى عنهم النظام , و ليس ممن هم أكثر كفاءة , و بدأت رحلة تدهور ,انتهت مع سياسات متتابعة حمقاء , لم تحاول إصلاح التعليم جذريا , و إنما انشغلت بإصلاحه بروباجنديا , إلى ما نحن عليه الآن ....
و لنا بقية